جاء والدتي صداع آخر بعدها لتتعاقب الأحداث السريعة أمامها، مشهد لـ (راين) مرتدياً الزي المدرسي، و هو متوتر بسبب أنه سيعود للمدرسة و أنا أخفف عليه، مشهد آخر لنا نتناول الغداء مع (جين) بينما نتبادل أطراف الحديث، و مشهد لتخرجي من المدرسة، و مشهد ليوم زفافي بينما أقف بجانب (راين) و نحن ننظر إليها بإبتسامة بريئة ، و غيرها من المشاهد التي سببت لها صداعاً أقوى، بعدها بدأ كل شيء يتداعى و يتلاشى أمامها.


أدركت والدتي أخيراً حينها أنها في حلم، ليس حلماً بالضبط و لكنه بالأحرى كان المستقبل الذي توقعته لكلينا أو لنقل تمنته لنا ، المستقبل السعيد الذي أملت يوماً ما أن يتحقق لكنه لم يكن، لتغلق عينيها و تستيقظ للمرة الأخيرة على صوت رياح و رائحة زكية.


حلمت بأنها كانت في مرج واسع مملوء بأزهار عباد الشمس، و لكن هذه المرة كان والدي واقفًا هناك عند شجرة الصنوبر، رفعت نفسها و جلست لتنظر إليه ، فهز رأسه لها مبتسماً، لتنهض من مكانها و تركض إليه لترتمي بين ذراعيه و تعانقه بإحكام.


بدأت بالبكاء حينها ثم قالت: "أنا آسفة، آسفة جداً ".


"من أجل ماذا؟"، قال مستفسراً و هو يمسح على رأسها.


"لقد إأتمنتني عليهما، و طلبت مني أن أربيهما بشكل صحيح ، و لكن بدل ذلك أنظر ماذا فعلت، كنت أماً مهملة أختار جميع الخيارات الخاطئة لهما"، أجابته.


"لا عزيزتي، لا داعي للبكاء على شيء كهذا، لقد قمت بعمل جيد بمفردك، فقط لأنهم لم يختاروا نفس المسارات التي كنت تتوقعينها ، لا يعني ذلك أنك فشلت في تربيتهما، (يوكينا) و (راين) سوف يكبران ليشكلا شعبا عظيما من سلالتي، سوف يكونان البذرة لبداية شجرة جديدة من نوعهما الشبه منقرض".


تعجبت والدتي حينها من كلام والدي، ليس عن أن الذنب لا يقع على عاتقها، بل لأنه قد حمّل ابنيه الوحيدين للتو مهمة استمرار نوعه، لم يكن حينها والدي الذي عرفته من قبل، لقد شعرت فقط بالإشمئزاز منه حينها فتركته لتتراجع من جديد و يغمى عليها.


2021/01/13 · 119 مشاهدة · 306 كلمة
THE EAGLE
نادي الروايات - 2024